بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
أحبائي القراء ومحبي مدونة رقي جئناكم اليوم بموضوع جديد حول كتاب من الكتب العالمية المترجمة بعنوان
كتاب " تنشئة الأطفال في القرن الحادي والعشرين: علم الصحة النفسية للأطفال "
للكاتب : شارون كيه هول
عن كتاب :" تنشئة الأطفال في القرن الحادي والعشرين: علم الصحة النفسية للأطفال "
كتاب " تنشئة الأطفال في القرن الحادي والعشرين: علم الصحة النفسية للأطفال " قيم و لا شك خصوصا انه يرسم صورةً عامةً عن المهاراتِ والآليات التي يحتاجُها كل الأطفالُ كي يصبحوا أشخاص بالغين أصحاء وسليمين نفسيا،
ويقدم الأبحاثَ التي أُجريت على المجتمع للكشف عن العلاقةِ بين النمو المعرفي للطفل والكفاءة الاجتماعية عند الطفل ، ويؤكدُ على أن تأثير العلاقات الاجتماعية والأسرية القوية وتعلم تحمل المسئولية الشخصية تفضي إلى النتائج الإيجابية التي يُحقِّقها الأطفالُ.
محتوى الكتاب وفقراته يمكن أن تقرئها متتابعة فقرة تلوى الأخرى أو أن تقرئها فقرات متفرقة، فليس هناك مشكلة ولن يختلف الأمر كثيرا.
ما هي اللبنات الأساسية للصحة النفسية في مراحل النمو المختلفة؟
لماذا الأباء يركزون غالبية اهتمامهم في تربية الأطفال على الصحة الجسمانية فقط ولا يكادون يهتمون بالصحة النفسية للطفل منذ لحظات الأولى للولادته؟
لا يركز كاتب كتاب " تنشئة الأطفال في القرن الحادي والعشرين: علم الصحة النفسية للأطفال " اهتمام كبير باقتراح وشرح طرق معينة للتربية بقدر ما يهتم بمناقشة قضايا تربوية مثل أدوات المعرفة و مراحلها و المهارات اللازمة توفرها للاستكشاف المبكر لدى الأطفال و سبل تحفيزها وتقويتها .
من خلال دائرة تفاعل الطفل و المراهق سواء مع الدائرة الضيقة التي تتمثل في الأهل في البيت و الأقارب و رفقاء السكن ، أو في الدائرة الوسطى والتي تتمثل في المدرسة و دار العبادة و النادي ،أو في الدائرة الأكبر والتي تتمثل في المجتمع ككل و كيف يتأثر الطفل بسلوك من يحتك بهم من الأشخاص البالغين أو من رفقاء الدرب من الأطفال و المراهقين من أقرانهم .
يوضح كتاب " تنشئة الأطفال في القرن الحادي والعشرين: علم الصحة النفسية للأطفال " أيضا جانب مهم وهو كيف أن استعداد الطفل للمخاطرة في الاستكشاف المجهول يؤثر في مدا قدرته على التكيف مع المحيط من حوله فكلما كان أكثر جرأة كان أكثر انفتاحا و معرفة و تأقلم و العكس صحيح ، مع مراعاة وعدم إهمال جانب وظروف الأمان الطفل و بقاء البالغين متابعين له سواء في تعاملاته اليومية أو صداقاته أو تعامله مع الوسائل الإلكترونية الحديثة بمنتهى الشفافية و توعية الطفل بهذه المتابعة المستمرة و ترك فرصة له للاستقلالية التدريجية في كل مرحلة من مراحل حياته حتى الوصول لبر البلوغ الأمان لدى الطفل .
ويوضح دور الأسرة هو العامل الأهم والضروري ، فكلما كان الطفل أكثر انتماءا للأسرة ، كلما كانت عملية التربية سهلة و أحسن في نتائجها و ينبع ذلك الإنتماء من سلوك الأشخاص البالغين في الأسرة من ناحية التعامل مع الطفل داخل الأسرة و مساعدتهم إياه في اتخاذ قراراته من أبسط وأيسر قرار إلى أكبر وأشد قرارات تعقيدا في حياته ،
كذلك يتحدث الكتاب عن وسيلة العقاب في حالة خطأ الطفل وهل العقاب البدني يجوز في حالة خطأ الطفل أم لا يجب استعمال العقاب الجسدي موضح ذلك بدراسة بحثية ميدانية داخل المجتمع الأمريكي.
من أهم فقرات الكتاب، الفصل الذي يتحدث عن تعزيز منظومة القيم لدى الطفل الأمريكي و التي جاء ترتيبها كالتالي:
1- مراعاة مشاعر الآخرين
2- الإنجاز
3- الاستقلالية
4- التقاليد
5- التدين
6- الأمن
الترتيب عجيب ، لأنه جعل التحصيل الدراسي هو مجرد عنصر فرعي تحت البند الثاني الإنجاز، في حين أن المجتمات العربية خصوصا، تهتم وتخصص كل إمكانياتها المادية و النفسية و العقلية للتعليم المدرسي و متابعته بجانب الحاجات البيولوجية المعتادة والضرورية والتي هي الغذاء والصحة الجسدية ، و يرفع الكاتب ويعلوا من قيم أخرى لها أولوية قصوى المتمثلة في مراعاة مشاعر الآخرين و الاستقلالية وطبعا الدين.
لم يهمل الكاتب في كتابه " تنشئة الأطفال في القرن الحادي والعشرين: علم الصحة النفسية للأطفال " حاجة الأطفال إلى المرح و الدعابة و حس الفكاهة و أخصص له الكاتب فصلا كاملا ثم إنهاءه ببحث في التسامح و النشاط الاجتماعي لتربية أطفال أسوياء نفسيا و أصحاء بدنيا و قادرين نفع وخدمة أنفسهم و نفع مجتمعهم .
إنَّ هذا كتابَ " تنشئة الأطفال في القرن الحادي والعشرين: علم الصحة النفسية للأطفال " مبنيٌّ على أبحاثٍ ودراسات نفسيةٍ أجريت على المجتمع ، وهو ما يجعله كتابًا قيم ومهم للآباء والمعلمين والأطباء الذين يعملون مع الأُسَر بشأن الطفل .
كما يتناول الكتابُ قضايا مثل الحالة المزاجية للطفل، والقدرة على التحكُّم في ردود الأفعال، علاوةً على الاختلافات بين الجنسين فيما يتعلق بالصحة النفسية.
تستكشف د. هول أيضًا عوامل الخطورة والحماية التي تسهمُ في تنشئة أطفالٍ لديهم القدرةُ على التكيُّفِ مع الصعاب.
تعليقات
إرسال تعليق