القائمة الرئيسية

الصفحات

تحميل رواية المغتربون للكاتب ف.ج. زيبالد


أحبائي القراء ومحبي مدونة رقي جئناكم اليوم بموضوع
جديد حول رواية من الروايات العالمية المترجمة بعنوان

رواية "المغتربون" للكاتب ف.ج. زيبالد


رواية المغتربون للكاتب: ف.ج. زيبالد

عن رواية : " المغتربون "

 

يسرد لنا زيبالد بلغة أنيقة خالية من التنميق ليبني شخصيات نكاد نحس بكل الآلام والتجارب التي عاشتها، فمن خلال تأملات في الذاكرة والفقد يعيد زيبالد خلق حيوات أبطال روايته عبر سرد قصصهم وذكرياتهم مستخدماً الصورة كجزء من السرد، يستحضر زيبالد هؤلاء الرجال أمام أعيننا فقط كي يجعلهم يتلاشون في شوق إلى الاندثار ينتحر اثنان منهما ويموت الثالث في المنفى، وأما الرابع فلا يزال يعيش في ظلال البغض والحقد حتى بعد مرور أكثر من أربعين عاماً على وفاة والديه في ألمانيا النازية .

 

وعلى الرغم من أن أياً من أبطال الرواية لم يعش في معسكرات الاعتقال، إلا أنهم جيمعاً ظلوا مسكونين بآثار ما حملته ذاكرتهم عن تلك المعتقلات.


عانوا جميعم من الذنب والاكتئاب، وحتى بعد سقوط النازية بوقت طويل، وتحمل هؤلاء الأفراد المنفيين ذلك العذاب الذي تختزنه الذاكرة وما تتسبب به من انهيارات عاطفية.

 
 

مقتطفات من رواية : " المغتربون "

 كان رجلًا مسنًّا يوسِّد رأسه بذراعه، وقد بدا مستغرقًا تمامًا في تأمُّل رقعة الأرض الواقعة أمام عينيه مباشرة. خطونا بخفة رائعة على العشب وعبرنا المرج باتجاهه. ما أن كدنا نصل إليه حتى لاحظَنا فنهض محرَجًا إلى حدٍّ ما. 


مع أنه كان طويل القامة وعريض المنكبين، إلا أنه بدا ممتلئ الجسم تمامًا، بل قصيرًا، ربما مردُّ هذا الانطباع يعود إلى طريقته في النظر، خافض الرأس، من فوق قمة نظّارة القراءة الذهبية الإطار، عادةٌ منحته مظهرًا مطأطئًا يكاد يكون توسّليًّا. 

 

كان شعره الأبيض مسرَّحًا إلى الخلف، لكن ظلّت بعض الخصل الطائشة تسقط على جبهته العالية الملفتة. قال معتذرًا عن ذهوله: "كنت أعدُّ أنصال العشب.

 

إنها طريقتي في تزجية الوقت. أخشى أنها مزعجة إلى حدٍ ما". ردَّ إلى الخلف إحدى خصلات شعره الشائبة. بدت حركاته خرقاء ومتّزنة في آن، وكان هناك كياسة مماثلة، بأسلوب لم يعد معمولًا به منذ زمن بعيد، في طريقة تقديمه لنفسه على أنه الطبيب هنري سِلوين. 


تابع مستأنفًا كلامه، إننا لا شك أتينا من أجل الشَّقة. بقدر ما أمكنه القول، أوضح أنه لم يتم تأجيرها بعد، لكن علينا انتظار عودة السيدة سِلوين بما أنها المالكة، وحسبه أنه يعيش في الحديقة، أشبه بناسكٍ للزينة. تجوَّلنا أثناء المحادثة التي تبعت هذه الملحوظات الافتتاحية، على طول الدرابزين الحديد الذي يفصل الحديقة عن المتنزّه المفتوح. توقفنا مؤقتًا. كانت ثلاثة خيول رمادية ثقيلة الخطو تدور حول خميلة صغيرة من شجر جار الماء، تصهل وتطوِّح تربة المرج في خببها.


وقفت إلى جانبنا مترقّبة، قدم لها الدكتور سلوين الطَّعام من جيب سرواله، ملاطفًا خطومها فيما هو يفعل ذلك. لقد أحلتها على التقاعد، قال. اشتريتها العام الماضي من مزاد لقاء مبلغ صغير. وإلا كانوا بلا شك سيذهبون بها رأسًا نحو حظيرة تاجر الحيوانات. أدعوها: هيرتشل، همفري، وهيبوليتس.


لا أعرف شيئًا عن حياتها السَّابقة، لكن عندما اشتريتها كانت في حالة مزرية. كانت جلودها موبوءة بالقمل، وعيونها كليلة، وحوافرها متشقِّقة تمامًا من طول الوقوف في حقل رطب. لكن الآن، قال الدكتور سِلوين، تماثلت للشفاء إلى حدٍّ ما، وربما لا يزال أمامها عام تقريبًا. 


بذلك ودَّع الأحصنة التي كان ولعه بها بيّنًا، وتجوّل معنا نحو الأجزاء الأبعد من الحديقة، متوقفًا بين الحين والآخر، وقد أصبح أكثر صراحة وتفصيلًا في حديثه. عبر شجيرات على جانب المرج الجنوبي، أفضى درب إلى ممشى تصطف فيه أشجار البندق، حيث كانت سناجب رمادية تتشاقى في ظلال الأغصان العُلوية. 


كانت أصداف البندق الفارغة مبعثرة بكثافة على الأرض، وزعفران الخريف استولى على الضوء الواهن المتغلغل في الأوراق اليابسة التي تحدث حفيفًا.


أفضى ممشى أشجار البندق إلى ملعب للتنس يحدُّه جدار قرميديّ مبَيَّض. قال الدكتور سِلوين، كان التنس شغفي العظيم. لكن الملعب الآن بحاجة إلى ترميم، مثله مثل كثير من الأشياء الأخرى هنا. 

 

إنها ليست مجرد حديقة مطبخ، وتابع مشيرًا إلى البيوت الزجاجية الفيكتورية الطراز المتداعية والتعريشات المفرطة في النمو، تلك التي تبدو على الرمق الأخير بعد سنوات من الإهمال.


رابط تحميل رواية المغتربون للكاتب ف.ج. زيبالد مجانا

للإستمتاع والإطلاع على التفاصيل المحتوى الكاملة للرواية المغتربون، توجه إلى الرابط بالأسفل، واضغط لتحميل رواية المغتربون للكاتب ف.ج. زيبالد بصيغة pdf مجانا.

 


تعليقات